أتجاه التصميم في هذا البيت الصغير نسبياً هو الأعتماد على سحر ودفئ المواد الطبيعية فقد قام المصمم 홍예디자인 بعمل ممتاز حين جمع بين الأنطباع الجميل والبسيط مع العملية في التصميم. لمن يفضلون بيت هادئ الطباع وتكون كل الوظائف متحققة بذكاء في مساحات صغيرة سيعجبهم بساطة هذ البيت الأسكنتنافي الرائع. سنرى في هذا المشروع كيف تم التعامل مع هذا النمط ليحتوي أسرة كبيرة من كوريا، والمنزل عبارة عن شقة في مشروع أسكان للعائلات فسيكون التحدي هنا هو أن مثل هذه المشاريع تكون مساحتها محدودة. المشروع تحدى كل الصعاب حين قام المصمم بتوظيف المناخ الأنيق الذي يتيحه النمط الأسكنتنافي، فالبيت سلط الضوء على الوظائف الأسرية مع كثير من اللمسات الدافئة التي يطرحها الخشب الغير معالج. لنتابع معاً التعرف على هذا المنزل الفريد…
أستغنى المصمم عن وجود الحوائط كما هو متوقع ، فهي دائماً ما تشكل عائق كبير في مثل هذه المساحات. خلق عدة أستخدامات في مكان واحد يكون غالباً هو الحل الأمثل لكي لا نستغنى عن أي وظيفة من الوظائف العائلية من غرفة طعام إلى غرفة الترفيه. نلاحظ أن السفرة جزء أساسي من غرفة المعيشة، بل هي نفسها تتحول إلى غرفة معيشة فلما لا وهي فيها كل الأسباب لتكون غرفة معيشة عملية متعددة الأستخدامات؟ أن كنت تواجه صعاب في إيجاد حل مناسب عند التصميم الداخلي لبيت صغير فالحل في أغلب الأحيان يكون منزل بلا جدران! النمط الأسكنتنافي بالتأكيد له دور أساسي في جعل هذا التصميم متجانس وفيه من الرحابة والبساطة ليؤول بهذا التصميم إلى غرفة عائلية دافئة ومتكاملة.
لم يكتفي المصمم بدمج غرفتين فقط، فقد غامر بدمج المطبخ أيضاً لتكون وظيفته في متناول الجميع! هدم المصمم الحائط المشترك بين السفرة والمطبخ خالقاً مجال واسع للرؤية من كلتا الغرفتين..
بالتأكيد قد قام المصمم من دراسة المساحة بعمق وتأني لكي يصل للحل الأمثل ويكون كل ركن مصمم على أعلى مستوى. فمن زاوية جديدة نجد ان ما زال المصمم يبهرنا بأستغلاله الذكي لكل المساحة المتاحة. أوجد المصمم مكان لوحدة مكتبة لتكون أمتداد غرفة المعيشة لتكون كل الوظائف متحققة..
من الوهلة الأولى نجد أن وحدة المكتبة ممتدة لتحتوي ثلاث عناصر فالعنصر الظاهر لنا أولاً هو المكتبة مع العلم أن جزء منها منفتح والجزء الآخر متخفي بذكاء . العنصر الآخر هو الثلاجة بالرغم من كونها في الأساس جزء من المطبخ إلا أن وجودها بالخارج يتيح مساحة أكبر في المطبخ أما أخر جزء فهو باب الحمام، وبما أن كل هذه العناصر بطبيعتها ليست جمالية الطابع قام المصمم بدمجها كلها في وحدة متخفية داخل الحائط ليتجانسوا معاً في سلام. هذا التصميم غاية في الذكاء لأنه أيضاً يقلل من الأستهلاك المساحي والبصري، فهو حل يريح العين والمساحة.
لكي يعتبر أي مطبخ ناجحاً يجب أن يتواجد فيه ثلاث صفات أساسية: سهولة عملية الطبيخ، الشعور بمتنفس وأتساع، وقربه من غرفة الطعام. ولقد تحققت كل هذه الصفات في هذا المطبخ. فكل الأجهزة في متناول أيدي الجميع وذلك يجعل الطبيخ مهمة سهلة وسريعة، والنمط العصري الذي يتبعه المطبخ بوحداته وأنعدام وجود زخارف تلفت الأنتباه بجانب كون المطبخ منفتح على السفرة خقق الهدفين الأخرين.
هذا التصميم يعد الأمثل إذا أردنا غرفة نوم تؤدي الوظيفة الأساسية وهي النوم العميق. النمط الحداثي هنا ينحاز قليلاً إلى جهة النمط التبسيطي لإختفاء أي من التفاصيل، كل ما نلاحظه من خلال اللون الأبيض الساطع هو التجانس التام والبساطة المريحة.
رغم أن الغرفة محكمة بمساحة صغيرة جداً إلا أن المكان أتسع بشكل رائع لتواجد كل العناصر الأساسية من سرير فيه رحابة ودفئ كأنه في الركن البعيد الهادئ إلى المكتبة وصولاً لمكتب الدراسة.
المكتبة المتخفية جعلت من السرير كأنه قوقعة منعزلة لقرأة عميقة قبل النوم، و هي مفاجأة سارة بالتأكيد! جمال تصميم المنزل يكمن في الأبداع في أفكاره المتخفية بين الجدران، فمن الجميل دائماً أن تكون كل الوظائف متحققة في مكان واحد وأنت لا تشعر بضجة أو صخب في المكان