بناء البيت هي عملية عادةً ما تستغرق عدة سنوات، ففي البداية يتعين عليك العثور علي بقعة الأرض المناسبة، توفير المال لشراءها ثم يأتي الدورعلي إختيار المحترفين والمسئولين عن تصميم وتنفيذ البيت، العمالة، المهندسين بالإضافة إلي مصمم الديكور، فهي كما تري فهي عملية ليست بالسهلة وكثيراً ما يتحول الحلم إلي كابوس. إلا أن المعمار المعاصر يقدم حلاً لهذه المشكلة يتمثل في المنازل المصنعة مسبقاً كبديل للبناء التقليدي لا يقل عنه جمالاً، أماناً ولا إحساساً بالطابع المودرن، ومن خلال هذا المشروع سنستكشف معاً عالم البيوت المصنعة مسبقاً ونأمل أن تجدها مثيرة للإهتمام.
هذه ليست المرة الأولي التي نستعرض فيها فكرة تتعلق بالبيوت المصنعة مسبقاً وبالتأكيد هي لن تكون الأخيرة، وكما يوحي إسمها فإن بناء تلك البيوت يتم تنفيذه طبقاً لوحدات معدة مسبقاً يتم نقلها إلي الموقع الذي سيتم فيه إرساء البيت، وتسمح هذه الطريقة في البناء بتصميم بيوت ذات إعدادات، أحجام وأشكال متفاوتة تبعاً لاحتياجات ساكنيها، ومن الجدير بالذكر أيضاً ما تتميز به من فاعلية وسرعة تفوق بكثير تلك الخاصة بالطريقة التقليدية.
تتمثل أول ركائز هذا البيت المثالي في البنية المكونة من ألواح خرسانية مدعمة بأعمدة حديدية، وتتحد تلك العناصر معاً لتشكل بناءاً متين يستطيع أن يأوي بين جدرانه عائلة مكونة من 3 إلي 4 أفراد بأمان تام. وقد تم تغطية جزء من الواجهة بحجارة طبيعية رمادية ليمنحها لمسة جمالية، وأما عن خصائص الحوائط فإنها تتكون من 3 خامات وهي: الألياف الزجاجية، الصوف المعدني والخرسانة، وهو ما يحقق العزل الحراري و عزل الصوت، فضلاً عن المتانة.
تلعب النوافذ دوراً محورياً في هذا البيت، فمن خلالهم يتدفق الضوء الطبيعي إلي الداخل، كما تتميز تلك النوافذ بالعزل المثالي بفضل طبقاتها الثلاث. من مميزات هذا التصميم الحجم الكبير للنوافذ والذي يعظم من الإحساس بإتساع المساحة، و يعرض المساحة الداخلية للضوء الطبيعي. كما تفرض الألوان سيطرتها علي غرفة المعيشة بنعومة درجاتها المحايدة من الأبيض، البيج والبني والتي تم اختيارها لما توحي به من ترحاب، راحة ورحابة المساحة.
علي الرغم من صغر حجم البيت إلا أن المطبخ يتمتع بحجم كبير ومساحة سخية، بتصميمه الذي يتخذ شكل حرف L، فيندمج بسلاسة تامة مع غرفة المعيشة، وهو ما يجعله جزءاً حيوياً في قلب البيت النابض، ويتسم أثاث المطبخ بخطوطه المينيمال الأنيقة وأخشابه المطلية باللون الأبيض مما يمنحها تباين رائع مع اللون الفضي للأجهزة المنزلية للمطبخ، فضلاً عما تخلقه من إحساس بالمساحة.
تشعرك غرفة النوم أنك في واحة من السكون، بألوانها الناعمة محايدة الدرجات والتي تخلق البيئة المثالية للراحة، وما يضفيه ظهر السرير من إحساس بالملمس، بالإضافة إلي الدفء المنبعث من لون الوسادات.